هل تعلمين طريقة فحص الثدي في المنزل لتجنب الإصابة بسرطان الثدي؟ سرطان الثدي هو أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء على مستوى العالم، ...
هل تعلمين طريقة فحص الثدي في المنزل لتجنب الإصابة بسرطان الثدي؟
سرطان الثدي هو أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء على مستوى العالم، وهو يشكل تحديًا صحيًا كبيرًا يتطلب الوعي والتدابير الوقائية. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يتم تشخيص ملايين الحالات سنويًا، ولكن الكشف المبكر يزيد بشكل كبير من فرص العلاج الناجح. إحدى الطرق الفعّالة للكشف المبكر هي الفحص الذاتي للثدي، وهو إجراء بسيط يمكن للنساء إجراؤه في المنزل. في هذا المقال، سنناقش أهمية الفحص الذاتي، طريقة إجرائه خطوة بخطوة، العلامات التي يجب الانتباه إليها، وكيفية دمج هذا الفحص في روتين الحياة اليومية للوقاية من سرطان الثدي.
ما هو الفحص الذاتي للثدي؟
الفحص الذاتي للثدي هو عملية يتم فيها فحص الثديين يدويًا وبصريًا لتحديد أي تغيرات غير طبيعية، مثل الكتل، التغيرات في الشكل، أو أي أعراض أخرى قد تشير إلى مشكلة صحية. هذا الفحص لا يحل محل الفحوصات الطبية الدورية مثل الماموغرام أو الفحص السريري من قبل الطبيب، ولكنه يساعد النساء على أن يصبحن أكثر وعيًا بجسدهن، مما يمكنهن من ملاحظة أي تغيرات مبكرة.
لماذا يعتبر الفحص الذاتي مهمًا؟
الكشف المبكر: اكتشاف أي تغيرات غير طبيعية في وقت مبكر يزيد من فرص العلاج الناجح.
الوعي الذاتي: يساعد الفحص الذاتي النساء على فهم طبيعة أجسادهن، مما يجعل من السهل ملاحظة أي تغيير غير مألوف.
التكلفة والسهولة: الفحص الذاتي مجاني ويمكن إجراؤه في أي وقت وفي خصوصية المنزل.
تمكين النساء: يمنح النساء شعورًا بالسيطرة على صحتهن ويشجعهن على اتخاذ خطوات استباقية.
متى يجب إجراء الفحص الذاتي؟
يُوصى بإجراء الفحص الذاتي للثدي مرة واحدة شهريًا. الوقت المثالي هو بعد انتهاء الدورة الشهرية ببضعة أيام (حوالي اليوم الخامس إلى السابع من الدورة)، حيث يكون الثدي أقل تورمًا أو حساسية. بالنسبة للنساء اللواتي مررن بانقطاع الطمث، يمكن اختيار يوم ثابت كل شهر، مثل اليوم الأول من الشهر.
كيفية إجراء الفحص الذاتي للثدي: دليل خطوة بخطوة
فيما يلي الخطوات التفصيلية لإجراء الفحص الذاتي للثدي:
1. الفحص البصري
الاستعداد: قفي أمام مرآة في مكان مضاء جيدًا، مع كشف الجزء العلوي من الجسم.
الوضعية الأولى: ضعي يديك على الوركين، واضغطي قليلًا لشد عضلات الصدر. راقبي الثديين لملاحظة أي تغيرات في:
الشكل أو الحجم.
وجود أي انتفاخات أو تجاعيد في الجلد.
تغيرات في الحلمة (مثل التراجع أو الإفرازات).
الوضعية الثانية: ارفعي ذراعيك فوق رأسك وكرري الفحص البصري.
الوضعية الثالثة: انحني قليلًا للأمام وكرري الفحص.
2. الفحص اليدوي (اللمس)
اختيار الوضعية: يمكن إجراء هذا الفحص وأنتِ مستلقية أو واقفة (يفضل أثناء الاستحمام لأن الصابون يجعل الجلد أكثر نعومة ويسهل الحركة).
الاستلقاء:
استلقي على ظهرك وضعي وسادة صغيرة أو منشفة مطوية تحت كتفك الأيمن.
استخدمي يدك اليسرى لفحص الثدي الأيمن، مع وضع الذراع اليمنى خلف رأسك.
تقنية الفحص:
استخدمي أطراف الأصابع الثلاثة الوسطى (السبابة، الوسطى، والبنصر).
اضغطي بلطف بحركات دائرية صغيرة، مع تغطية كامل الثدي والمنطقة المحيطة به، بما في ذلك منطقة الإبط.
غيّري مستوى الضغط (خفيف، متوسط، عميق) لفحص جميع طبقات الأنسجة.
النمط: استخدمي نمطًا منظمًا، مثل:
النمط الدائري: ابدئي من الحلمة وتحركي بحركات دائرية متسعة حتى تغطي كامل الثدي.
النمط العمودي: تحركي لأعلى ولأسفل عبر الثدي من عظمة الترقوة إلى أسفل القفص الصدري.
فحص الإبط والحلمة: لا تنسي فحص منطقة الإبط للبحث عن أي كتل أو تورم، واضغطي بلطف على الحلمة لملاحظة أي إفرازات غير طبيعية.
3. تكرار الفحص على الثدي الآخر
كرري الخطوات السابقة لفحص الثدي الأيسر باستخدام اليد اليمنى.
العلامات التي يجب الانتباه إليها
أثناء الفحص الذاتي، انتبهي إلى العلامات التالية التي قد تشير إلى مشكلة محتملة:
وجود كتلة أو عقدة صلبة في الثدي أو تحت الإبط.
تغيرات في حجم أو شكل الثدي.
تجاعيد أو انخفاضات في جلد الثدي (تشبه قشر البرتقال).
احمرار أو التهاب في جلد الثدي.
ألم غير مبرر في الثدي أو الحلمة.
إفرازات من الحلمة (خاصة إذا كانت دموية أو شفافة).
تراجع الحلمة إلى الداخل أو تغير في اتجاهها.
إذا لاحظتِ أيًا من هذه العلامات، استشيري الطبيب على الفور. لاحظي أن ليس كل التغيرات تعني الإصابة بالسرطان، فقد تكون ناتجة عن تغيرات هرمونية أو أكياس حميدة، ولكن الفحص الطبي ضروري للتأكد.
نصائح لإجراء فحص ذاتي فعّال
الانتظام: اجعلي الفحص الذاتي عادة شهرية.
التسجيل: احتفظي بمفكرة لتسجيل أي تغيرات تلاحظينها لمناقشتها مع الطبيب.
الراحة: حاولي إجراء الفحص في بيئة هادئة لتكوني مركزة.
التعلم: إذا كنتِ غير متأكدة من الطريقة، استشيري طبيبك أو ممرضة لتعليمك التقنية الصحيحة.
عدم الخوف: الفحص الذاتي ليس للبحث عن السرطان، بل للتعرف على جسدك وملاحظة أي تغيرات.
العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي
من المهم أن تكوني على دراية بالعوامل التي قد تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، بما في ذلك:
التاريخ العائلي: وجود إصابات سابقة بسرطان الثدي في العائلة.
العمر: النساء فوق سن الأربعين أكثر عرضة.
التغيرات الهرمونية: بدء الدورة الشهرية في سن مبكرة أو انقطاع الطمث في سن متأخرة.
نمط الحياة: التدخين، استهلاك الكحول، السمنة، أو قلة النشاط البدني.
العلاجات الهرمونية: استخدام العلاج الهرموني البديل لفترات طويلة.
إذا كنتِ في فئة عالية المخاطر، تحدثي مع طبيبك حول الفحوصات الإضافية مثل الماموغرام أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
كيفية دمج الفحص الذاتي في روتينك اليومي
ربط الفحص بحدث شهري: مثل بداية الشهر أو بعد الدورة الشهرية.
استخدام التذكيرات: ضعي تذكيرًا على هاتفك أو تقويمك.
التثقيف المستمر: اقرئي عن سرطان الثدي وشاركي المعلومات مع الصديقات والعائلة.
الدعم الاجتماعي: شجعي النساء في حياتك على إجراء الفحص الذاتي بانتظام.
الخرافات الشائعة حول الفحص الذاتي وسرطان الثدي
الخرافة: الفحص الذاتي يكفي للكشف عن سرطان الثدي.
الحقيقة: الفحص الذاتي مهم، لكنه لا يحل محل الفحوصات الطبية مثل الماموغرام.
الخرافة: الشابات لا يصبن بسرطان الثدي.
الحقيقة: على الرغم من أن المرض أكثر شيوعًا لدى النساء الأكبر سنًا، إلا أنه يمكن أن يصيب الشابات أيضًا.
الخرافة: وجود كتلة يعني بالضرورة الإصابة بالسرطان.
الحقيقة: معظم الكتل حميدة، ولكن يجب فحصها طبيًا.
أهمية الكشف المبكر والفحوصات الطبية
بالإضافة إلى الفحص الذاتي، يُوصى بإجراء الفحوصات الطبية التالية:
الفحص السريري: يقوم به الطبيب كل 1-3 سنوات للنساء بين 20-39 عامًا، وسنويًا للنساء فوق 40 عامًا.
الماموغرام: يُوصى به سنويًا أو كل سنتين للنساء فوق 40 عامًا، أو مبكرًا إذا كانت هناك عوامل مخاطر.
التصوير بالموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي: قد يُوصى به للنساء ذوات المخاطر العالية.
دور التوعية المجتمعية
تلعب التوعية دورًا حاسمًا في مكافحة سرطان الثدي. يمكن للنساء المساهمة في نشر الوعي من خلال:
تنظيم حملات توعية في المجتمع.
مشاركة المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تشجيع النساء الأخريات على إجراء الفحص الذاتي والفحوصات الطبية.