كيف يؤثر التوتر والضغط النفسي على صحة الأمعاء؟

Blogger man
By -
0

 

كيف يؤثر التوتر والضغط النفسي على صحة الأمعاء؟


من منا لم يتعرض لضغوط نفسية أو توتر في مرحلة ما من حياته، سواء بسبب مديرك الذي يريد منك إنجاز جميع مهام العمل في أسرع وقت ممكن، أو لتلبية احتياجات أطفالك من الناحية الدراسية والمدرسة مصاريف أخرى، أو حتى البحث عن تلك الوظيفة التي تطمح بالحصول عليها.

وللأسف فإن التوتر والضغط النفسي لا يؤثران فقط على الحالة النفسية أو العاطفية، بل يضران الجسم أيضاً، وخاصة الجهاز الهضمي والمناعي. لا يستطيع الكثيرون أن يدركوا أن السبب الحقيقي هو القلق والتوتر، لذلك يهتمون بعلاج الآثار الجانبية، مثل الصداع أو آلام البطن، متجاهلين جوهر المشكلة تمامًا.




وإليك بعض المعلومات المهمة حول تأثير التوتر على الجهاز الهضمي والجسم بشكل عام، والطرق الصحيحة للحفاظ على سلامتك النفسية والجسدية.

ماذا يحدث للجسم في أوقات الضغط النفسي الشديد؟
هناك علاقة وثيقة بين الدماغ والأمعاء، حيث يتحكم الجهاز العصبي بشكل جزئي في الجهاز الهضمي، وفي بطانة الجهاز الهضمي توجد خلايا عصبية تسمى الجهاز العصبي المعوي تساعد في العديد من العمليات، مثل البلع، إطلاق الإنزيمات، وتصنيف الأغذية؛ ولذلك يعتبر العديد من الأطباء والخبراء أن المعدة هي "الدماغ الثاني". 

عند التعرض للتوتر والقلق الشديد، يفرز الجسم هرمون التوتر الكورتيزول ويصبح في حالة "القتال أو الهروب"، والذي بدوره يسبب تغيرات فسيولوجية، مثل زيادة معدل ضربات القلب، والتنفس، وتوتر العضلات، بالإضافة إلى الإسهال. الغثيان والقيء وعدم التوازن البكتيري في المعدة. وفي هذه الحالة يلجأ المرضى إلى تناول أدوية الإسهال لتخفيف هذه الأعراض وإعادة التوازن للجهاز الهضمي.

أعراض التوتر العصبي التي لا ينبغي تجاهلها
تنقسم أعراض القلق والتوتر إلى أعراض نفسية وأعراض جسدية. وإذا لاحظت تكرار أي منها عليك البحث عن السبب الحقيقي وعلاجه مبكراً حتى لا يتفاقم الأمر:

الأعراض النفسية

التعب المستمر: شعور عام بالتعب والإرهاق وقلة الطاقة طوال اليوم.
تقلبات المزاج: يعاني الشخص القلق من تقلبات مزاجية بين مشاعر الفرح والحزن والغضب والبكاء وغيرها
غياب الراحة النفسية: عدم الشعور بالطمأنينة والسلام النفسي.
التفكير المستمر: يميل الشخص المصاب بالتوتر إلى التفكير بشكل سلبي وتذكر أسوأ المواقف والذكريات.
العزلة: الابتعاد عن التجمعات، والخروج مع الأصدقاء والعائلة، والميل إلى الوحدة.

الأعراض الجسدية

الصداع: التفكير المستمر يؤدي إلى الصداع والتعب.
- اضطرابات الجهاز الهضمي: التوتر والضغط النفسي يزيد من فرص الإصابة بمتلازمة القولون العصبي، والتهابات الأمعاء، والقرحة الهضمية.

سرعة ضربات القلب: بسبب استجابة "القتال أو الهروب"، يزداد معدل ضربات القلب والتنفس، مما يؤدي إلى ألم وضيق في الصدر.
الأرق: الأرق وصعوبة النوم من أكثر أعراض التوتر والقلق شيوعاً.

النسيان وقلة التركيز: يبدأ العقل بالشرود والنسيان مع تزايد الضغوط اليومية.

3 أفضل الطرق لمكافحة التوتر والقلق 

ولحسن الحظ أن كل مشكلة لها حل، بما في ذلك التوتر. هناك عدة طرق ووسائل ستساعدك على التغلب عليها والاستمتاع بحياة مليئة بالراحة والسلام.

ممارسة الرياضة بانتظام

ممارسة الرياضة بشكل عام تقلل من مشاعر التوتر والقلق، لأنها تساعد في إفراز مادة الإندورفين التي تعمل على تحسين المزاج والنوم العميق، وتمنحك الشعور بالرضا والثقة بالنفس. 

من المشاكل التي يقع فيها الأشخاص الذين يعانون من التوتر هو التفكير السلبي المستمر، وهنا يأتي دور التمارين الرياضية في تشتيت الذهن ولو لفترة قصيرة. يشجع العديد من الأطباء النفسيين مرضاهم على ممارسة التمارين الرياضية للتخفيف من الاكتئاب، وهناك أدلة قوية تظهر انخفاضًا في الاكتئاب بنسبة 20-30٪ لدى البالغين الذين يمارسون الرياضة يوميًا.

إعادة توازن البكتيريا في المعدة

يؤدي التوتر والقلق إلى خلل في التوازن بين البكتيريا الجيدة والسيئة في المعدة، وبالتالي يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي، بما في ذلك الإمساك، والإسهال، وتشنجات المعدة، وعسر الهضم. لذلك ينصح العديد من الخبراء بتناول البروبيوتيك أو الأطعمة الغنية بالبكتيريا المفيدة لأنها تعمل على تحسين عملية الهضم وتخفيف آلام البطن والتخلص من انتفاخات المعدة والغازات، بالإضافة إلى تقوية جهاز المناعة. بعض أهم الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك هي:

- حليب البقر والأضلاع
الجبن مثل الروكفورت، والشيدر، وجودا
- خل حمض التفاح
- الكيمتشي (طعام كوري مخمر)
- الثوم

كن متسامحًا مع نفسك

مع وتيرة الحياة السريعة، ننسى الاهتمام بأنفسنا ونأخذ الوقت الكافي للتفكير بشكل منتج في حياتنا وأهدافنا. نحن في صراع مستمر بدلاً من المداولة والاحتواء، والسعي إلى الكمال وترك أنفسنا عالقين في القلق والحزن. ولكن هناك عدة تمارين يمكن ممارستها للتخفيف من وطأة الحالات النفسية:

ممارسة اليوجا والتأمل: توفر هذه التمارين راحة البال إذا استمر الشخص في ممارستها مع تقنيات التنفس العميق.

مراقبة الأفكار: في بعض الأحيان تسيطر الأفكار السلبية على أذهاننا دون أن نلاحظ. راقب كيف تفكر وحاول الابتعاد عن الأفكار والذكريات التي تسبب الحزن.

التوقف عن المقارنة: من السهل أن يقع الإنسان في فخ المقارنات ويجد نفسه غير راضٍ عن حياته أو عمله أو منزله لأنه دائماً يقارن نفسه بالآخرين.

الإقلاع عن التدخين: يزيد التدخين من التوتر ومعدل ضربات القلب، كما يعرضك للإصابة بأمراض جسدية حادة، مثل السرطانات والتقرحات.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)